في قديم الزمان اراد رجل غني ان يعلم ولده الصغير الذي لم يتخطى الثانية العشر من العمر درسا لا ينساه طوال حياته
فتعجب الولد ،، وقال : ولكن يا أبي نحن أغنياء ولدينا الكثير من المال فلماذا اعمل ؟
فقال له والده : افعل ما اقوله لك وستعلم الحكمة من ذلك لاحقاً .
وفي الصباح ذهب الولد الي السوق وصار يسأل ويتعلم العمل وكم سيجني من هذا التعب ، فلم يعجبه ، فذهب إلى والدته التي قد تطلقت من أبيه سابقاً ، واشتكى لها ما طلب منه أبوه .
فسألت الولد ، وكم ستجني تقريبا في اليوم ؟
فقال لها : دينار واحد يا أمي .
فقالت : ان والدك يظن نفسه حكيما منذ زمن لذلك تركته وانفصلت عنه ، ولكن لا تخف سوف اعطيك دينار ولا ترهق نفسك بالعمل ، وتظاهر لدى والدك بأنك قد قمت بالعمل .
وفي المساء سأل الوالد ابنه :: هل عملت اليوم كما أمرتك ؟
فأجاب قلقاً : نعم يا أبي .
فقال له الوالد ؟ وأين ما جنيته من مال ؟
فأعطى الولد أباه الدينار .
فأخذ الوالد الدينار من الصبي ورمى من النافذة والصبي مندهش مما يفعله والده . ومن غير ان يظهر عليه آثار الحزن والهم .
ثم تكرر نفس اليوم الثاني واليوم الثالث ، وعلى نفس المشهد والمظهر .
وفي اليوم الرابع ذهب الطفل الي والدته لتعطيه الدينار ، فلم يجدها في البيت فحزن لذلك كثيرا ، ولم يكن لديه خيار غير الذهاب الى العمل ليرضي والده ويتقي بذلك غضبه .
وقد عمل الابن ذلك اليوم وتعب وشعر بالارهاق والذل وتصابر على ذلك حتى حصل على الدينار بعد مجهود كبير بذله ،
وذهب الولد الي والده متعباً مرهقاً ، فطلب الوالد الدينار من ابنه ؟
فقال له ها هو يا أبي تفضل !
فأخذ الوالد الدينار ورمى به من النافذة كالعادة ، وهو ينظر الى حال ابنه ويرى كيف يكون شعور ابنه من ذلك .
ولكن هذه المره تأثر الابن ودموعه تنهمر من عينيه على خده من غير لا يشعر ، قائلاً يا لماذا يا أبي ؟؟! فقد تحملت التعب والذل والإهانة من صاحب العمل طول اليوم ؟
هنا أبتسم الرجل الحكيم وقال لابنه :
لا يشعر بالمال ولا يحس بقيمته إلا من بذل جهداً عظيماً لأجله ، واعلم ان المال الذي يأتي من غير تعب ونصب سيذهب لأتفه الأمور ، اما المال الذي ياتي بعد تعب وشقاء .
بالله عليكم علموا اولادكم أننا اصبحنا في زمن وفي أيام لا تتحمل فقدان القرش
فما بالك بالدينار..... ؟
علموا أولادكم ان التعليم في الصغر... كالنقش علي الحجر لا ينسى ولا يمحى