القائمة الرئيسية

الصفحات




في قديم الزمان اراد رجل غني ان يعلم ولده الصغير الذي لم يتخطى الثانية العشر من العمر درسا لا ينساه طوال حياته

فطلب منه ان يذهب الي العمل في الصباح ويأتي له بالمال
فتعجب الولد ،، وقال : ولكن يا أبي نحن أغنياء ولدينا الكثير من المال فلماذا اعمل ؟

فقال له والده : افعل ما اقوله لك وستعلم الحكمة من ذلك لاحقاً .

وفي الصباح ذهب الولد الي السوق وصار يسأل ويتعلم العمل وكم سيجني من هذا التعب ، فلم يعجبه ، فذهب إلى والدته التي قد تطلقت من أبيه سابقاً ، واشتكى لها ما طلب منه أبوه .




فسألت الولد ، وكم ستجني تقريبا في اليوم ؟
فقال لها : دينار واحد يا أمي .

فقالت : ان والدك يظن نفسه حكيما منذ زمن لذلك تركته وانفصلت عنه ، ولكن لا تخف سوف اعطيك دينار ولا ترهق نفسك بالعمل ، وتظاهر لدى والدك بأنك قد قمت بالعمل .

وفي المساء سأل الوالد ابنه :: هل عملت اليوم كما أمرتك ؟
فأجاب قلقاً : نعم يا أبي .

فقال له الوالد ؟ وأين ما جنيته من مال ؟
فأعطى الولد أباه الدينار .




فأخذ الوالد الدينار من الصبي ورمى من النافذة والصبي مندهش مما يفعله والده . ومن غير ان يظهر عليه آثار الحزن والهم .

ثم تكرر نفس اليوم الثاني واليوم الثالث ، وعلى نفس المشهد والمظهر .

وفي اليوم الرابع ذهب الطفل الي والدته لتعطيه الدينار ، فلم يجدها في البيت فحزن لذلك كثيرا ، ولم يكن لديه خيار غير الذهاب الى العمل ليرضي والده ويتقي بذلك غضبه .

وقد عمل الابن ذلك اليوم وتعب وشعر بالارهاق والذل وتصابر على ذلك حتى حصل على الدينار بعد مجهود كبير بذله ،



وذهب الولد الي والده متعباً مرهقاً ، فطلب الوالد الدينار من ابنه ؟

فقال له ها هو يا أبي تفضل !

فأخذ الوالد الدينار ورمى به من النافذة كالعادة ، وهو ينظر الى حال ابنه ويرى كيف يكون شعور ابنه من ذلك .

ولكن هذه المره تأثر الابن ودموعه تنهمر من عينيه على خده من غير لا يشعر ، قائلاً يا لماذا يا أبي ؟؟! فقد تحملت التعب والذل والإهانة من صاحب العمل طول اليوم ؟



هنا أبتسم الرجل الحكيم وقال لابنه :

لا يشعر بالمال ولا يحس بقيمته إلا من بذل جهداً عظيماً لأجله ، واعلم ان المال الذي يأتي من غير تعب ونصب سيذهب لأتفه الأمور ، اما المال الذي ياتي بعد تعب وشقاء .


بالله عليكم علموا اولادكم أننا اصبحنا في زمن وفي أيام لا تتحمل فقدان القرش

فما بالك بالدينار..... ؟

علموا أولادكم ان التعليم في الصغر... كالنقش علي الحجر لا ينسى ولا يمحى